
هذه المناسبة المؤلمة والحادثة الفجيعة الكبيرة, في هذا اليوم هناك فعلاً حادثة استثنائية في التاريخ فيها الكثير من الدروس والكثير من العبر التي نحتاج إلى الاستفادة منها في هذا العصر, العصر المليء بالأحداث والمليء بالمتغيرات, والذي تتحمل فيه الأمة مسؤولية كبيرة إزاء واقعها الذي تعيشه, عندما نستذكر ذكرى عاشوراء وما وقع في تلك الحادثة المؤسفة جداً ضد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) سبط رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه مما ينطبق على تلك الواقعة أن نعرف عنها أنها انقلاباً في تاريخ هذه الأمة, بدأت خطواته الأولى من بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله), تلك الحادثة كانت فعلاً حادثة انقلاب وحالة ارتداد في تاريخ هذه الأمة, انقلاب على الدين, انقلاب على قيم الإسلام, انقلاب على رجال الإسلام العظماء, على أولياء الله, على الهداة الطيبين, على من هم فعلاً اختارهم الله لأن يكونوا هم رعاة هذه الأمة, هداة هذه الأمة, العاملون لما فيه خير هذه الأمة.
تلك الحادثة مثلما قال سيد الأمة حسين العصر المولى حسين بدر الدين رضوان الله عليه: لم تكن وليدة يومها كانت نتاج, نتاج أحداث سابقة, انحراف سابق من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم), الرسول محمد (صلى الله عليه وعلى آله) بذل جهداً كبيراً في هذه الأمة, في تربيتها, في إصلاحها, في أن يزكيها, في أن يبنيها أمة عظيمة, أمة تدعو إلى الخير, أمة تأمر بالمعروف, أمة تنهى عن المنكر, أمة لا تقبل بأن تكون هي في داخلها ساحة للظلم ومسرحاً للجريمة وساحة للطغيان, أمة مرتبطة بالله وبأوليائه, وفي نفس الوقت أمة طاهرة نزيهة وتحمل رسالة عظيمة, أمة لا تقبل بالظلم ولا تقبل بالظالمين, لا تقبل بالطغاة ولا تقبل بالجريمة ولا المجرمين, أمة طاهرة, أمة مرتبطة بالله؛ فساحتها مقدسة من الجريمة والمجرمين, من الطغيان والطغاة, من الفساد والمفسدين, أمة محمد تكون عليها صبغة من قداسة محمد, من طهارة محمد, من زكاء محمد, وتعيش في واقعها قائمة على هدي الله الذي أرسل به محمد, أمة مقدسة بارتباطها بالملك القدوس الله العزيز الحكيم, وعزيزة وكريمة وساحتها كريمة ونفوس أهلها كريمة.
اقراء المزيد